فشل المبيض المبكر – قصور المبيض الأولي
قصور المبيض الأولي (Primary Ovarian Insufficiency)، المعروف أيضًا بفشل المبيض المبكر، هو حالة تحدث عندما يتوقف المبيض عن أداء وظائفه الطبيعية قبل سن الأربعين. في الوضع الطبيعي، يقوم المبيضان بإنتاج الهرمونات الأنثوية والبويضات اللازمة للتكاثر، تُنظِّمُ هذه العملية الدورة الشهرية الطبيعية. في حالة فشل المبيض المبكر، ينخفض نشاط المبيض، مِمَّا يُؤدِّي إلى عدم إنتظام الدورة الشهرية أو إنحباس الطمث لفترة قد تمتد من بضعة أشهر إلى سنوات. رغم ذلك، يبقى إحتمال حدوث الحمل قائمًا.
إتصل بالدكتور إسكندر بن علية عبر الهاتف، واتساب أو فايبر
أعراض فشل المبيض المبكر
تُوجد العديد من الأعراض المزعجة والتي تتشابه مع أعراض سن اليأس، نذكر منها:
- حيض غير منتظم أو إنحباس الطمث فترة قد تستمر لسنوات.
- تأخر وصعوبة في حدوث الحمل.
- الشعور بالهبات الساخنة.
- تعرق في أثناء الليل.
- صعوبة التركيز والتذكر.
- جفاف المهبل.
- ضعف العظام (هشاشة العظام) نتيجة نقص الإستروجين.
- إنخفاض الرغبة الجنسية.
أسباب فشل المبيض المبكر
في كثير من الحالات، السبب غير معروف، ولكن هناك عوامل قد تساهم أو ترتبط بهذه الحالة، وتشمل:
- عيوب في الكروموسومات: بعض الإضطرابات الوراثية مرتبطة بفشل المبايض المبكر وتشمل هذه العيوب متلازمة تيرنر والتي تحدث عند فقدان الكروموسوم الجنسي (الصبغي X) بشكل كُلِّي أو جُزئي ومتلازمة الكروموسومَ X الهشّ، يرتبط هذا الإضطراب مباشرة بالكروموسوم X بسبب تكرار CGG الثلاثي داخل جين FMR1 ويُؤدِّي إلى إعاقة ذهنية ومشاكل سلوكية.
- أمراض المناعة الذاتية: في بعض الحالات، يقوم جهاز المناعة في الجسم بإنتاج أجسام مُضادَّة لأنسجة المبيض الأمر الذي يُؤدِّي إلى تلف الحويصلات النامية في المبيضين. قد ترتبط بأمراض مناعية أخرى مثل أمراض الغدة الدرقية، إلتهاب المفاصل الروماتويدي، أو داء السكري من النوع الأول.
- العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي: قد تُلحِق علاجات السرطان الضرر بالمواد الوراثية في الخلايا بما في ذلك الخلايا الجريبية.
- بعض الإلتهابات الفيروسية مثل النكاف قد تؤثر على وظائف المبيض.
- نقص أو خلل في إفراز الهرمونات اللازمة لنمو البويضات.
- التعرض لعوامل بيئية: التعرض للسموم أو الملوثات البيئية مثل المبيدات أو المواد الكيميائية.
- العمليات الجراحية للمبيض: تزيد العمليات الجراحية في المبايض من خطر الإصابة بفشل المبيض المبكر.
- العامل الوراثي: حوالي 10% من حالات فشل المبيض لها تاريخ عائلي للإصابة بهذا المرض.
- أسباب غير معروفة: في حوالي 90% من الحالات، السبب يبقى غير معروف، مِمَّا يجعل التشخيص والتعامل مع الحالة أكثر تحديًّا.
تشخيص الإصابة بفشل المبيض المبكر
يجب زيارة طبيب النساء إذا كان العمر أقل من 40 عامًا مع تأخر الدورة الشهرية لمدة 3 أشهر أو أكثر، التشخيص المبكر لهذه الحالة مهم جدًّا من أجل منع حدوث أعراض ومضاعفات أخرى مثل هشاشة العظام، أمراض القلب والأوعية الدموية. عادة ما يتضمن التشخيص فحصًا بدنيًا بما في ذلك إختبار الحوض، يسأل الطبيب عن دورة الحيض، التعرض للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي، جراحة المبايض السابقة وتاريخ العائلة الطبي.
يُجرَى إختبار للحمل للتأكد من أنَّ إنقطاع الطمث ليس سببه وجود حمل، يتم إجراء تحليل البرولاكتين لتحديد مستوياته في الدم، يمكن أن تُؤدي زيادة إفراز هرمون الحليب (البرولاكتين) إلى مشاكل في الإباضة، بما في ذلك عدم إنتظام الدورات الشهرية أو إنقطاعها. تُقاس مستويات الهرمون المنبه للجريب (FSH)، الهرمون الملوتن (LH) وهرمون الإستراديول (E2) أسبوعيًّا لمدة تتراوح بين أسبوعين و4 أسابيع. في حالات الفشل المبكر للمبيض، تكون مستويات FSH و LH مرتفعةً بالدم بينما تكون مستويات الإستراديول (E2) أقل من الطبيعي. يُعدُّ تحليل AMH من أهم تحاليل الخصوبة ويُشير المستوى المنخفض من الهرمون المضاد للمولريان إلى إنخفاض مخزون المبيض. لفحص المبيض والتَحَقُّق مِن بُنيتِهِ ووظيفته، يتم إستخدام التصوير بالأشعة فوق الصوتية.
يُستَخدَمُ إختبار النمط النووي للبحث عن التشوهات والعيوب الكروموسومية، إذا كان لدى المرأة أعراض إعاقة ذهنية أو إرتعاش أو رنح، يلجأ الطبيب لإختبار الجين FMR1 للكشف عن وجود مُتلازمة الكروموسوم x الهشّ. في حال الشك بأن السبب مناعي ذاتي، يُوصي الطبيب بإختبار الأجسام المُضادَّة للغدة الدرقية.
علاج فشل المبيض المبكر
لا يُوجد علاج لفشل المبيض المبكر ولا تُوجد طريقة معروفة لإستعادة الوظيفة الطبيعية للمبيض. لتهدئة أعراض الحالة وتجنب حدوث المضاعفات، يتم التركيز على العلاج بالهرمونات البديلة لمعظم النساء المصابات حتى عمر 51 عامًا وهو متوسط سن إنقطاع الحيض.
لا تُستعمل الهرمونات البديلة في الحالات التالية:
- في حالة سرطانات الثدي وسرطانات بطانة الرحم.
- في حالة وجود تخثر أو جلطات في الأوردة.
للوقاية من هشاشة العظام، يُمكن للمريضة الحصول على الكالسيوم وفيتامين D من خلال النظام الغذائي الخاص بها أو المكملات الغذائية أو كليهما. يُوصي الأطباء بالتعرض لأشعة الشمس، حوالي 15 دقيقة يوميًا، كونها مصدر جيد لفيتامين D الذي يَتَشكَّل تحت الجلد.
الإعتقاد الشائع بِأَنَّ الأعشاب إِنْ لَمْ تُحَقِّق الفائدة فهي لن تضر يدفع بعض النساء لتناول الأعشاب مع الهرمونات البديلة، الواقع أَنَّ بعض الأعشاب تحتوي على مواد كيميائية معينة قد تُؤدِّي في بعض الحالات إلى مشكلات خطيرة وآثار سلبية. يجب إستشارة الطبيب قبل إستخدام الأعشاب وعدم إستعمالها من قبل النساء المصابات بسرطانات وأعراض تخثر الدم.
الحمل والخصوبة
في حالة النساء اللاتي يرغبن بالحمل، يُمكن إستخدام بويضة متبرع بها وتخصيبها في المختبر (يمنع الفصل 14، من القانون عدد 93 لسنة 2001 المتعلق بالطب الإنجابي، التبرع بالبويضات). من المهم الإشارة إلى أنَّ ما بين 5 و10% من النساء المصابات بفشل المبيض المبكر يُمكنهن الحمل والولادة بشكل طبيعي دون تلقِّي أي علاج.
لحفظ القدرة على الإنجاب بالنسبة للنساء الخاضعات لعلاجات السرطان الكيميائية والإشعاعية، يُمكن أن تتضمن الخيارات حفظ أنسجة المبيض بالتبريد أو تجميد البويضات. قبل التعرض للإشعاع في منطقة الحوض، يُمكن تحريك المبايض إلى القسم العلوي من تجويف البطن بواسطة جراحة تنظيرية، بعد الشفاء يتم إعادة المبايض إلى موقعها التشريحي الأصلي.
للمزيد من المعلومات حول فشل المبيض المبكر، يُمكن التواصل مباشرة مع الدكتور إسكندر بن علية عبر فايبر، واتساب أو إيمو.
إقرأ أيضا: تكيس المبايض (PCOS) – موقع واب الدكتور إسكندر بن علية، أخصائي في طب النساء والتوليد والجراحة النسائية بتونس.