التلقيح الإصطناعي أو التلقيح الصناعي: تقنيات المساعدة الطبية على الإنجاب في تونس

التلقيح الإصطناعي أو التلقيح الصناعي

العُقم هو عدم حدوث الحمل بعد مرور 12 شهراً من المحاولات المنتظمة من أجل الإنجاب أو عند التشخيص المسبق بوجود العُقم أو صعوبة الحمل. يُمكن أن يضع التلقيح الإصطناعي حدًّا لمعاناة عدد من الأزواج غير القادرين على الإنجاب بسبب العجز أو الضعف في الخصوبة.

التلقيح الإصطناعي أو ما يُعرف بالمساعدة الطبية على الإنجاب هو مجموعة الوسائل الطبية المعتمدة عالمياً والتي تُساعد على الحمل والإنجاب بدون إتصال طبيعي، يَنقسم التلقيح الإصطناعي إلى نوعين: التلقيح الإصطناعي داخل الرحم والتلقيح الإصطناعي خارج الرحم (أو ما يُعرف بالإخصاب في المختبر: عمليات طفل الأنبوب والحقن المجهري).

إتصل بالدكتور إسكندر بن علية عبر الهاتف، واتساب أو فايبر

504 090 24 216+

التلقيح الإصطناعي داخل الرحم

التلقيح الإصطناعي داخل الرحم هو أبسط وأقل طرق المساعدة الطبية على الإنجاب تكلفةً وهو البديل عن التلقيح الطبيعي في حال تعذر حدوث حمل طبيعي بسبب وجود مشكلة عند أحد الزوجين. تهدف هذه التقنية إلى زيادة فرص الحمل بـتقريب الحيوانات المنوية من البويضات، يتم ذلك بحقن عينة من الحيوانات المنوية المستخلصة من مني الزوج في رحم الزوجة خلال أيام التبويض.

يعتمد نجاح التلقيح داخل الرحم بشكل كبير على عمر الزوجة، جودة الحيوانات المنوية، حالة بطانة الرحم، وأسباب العقم. بشكل عام، تنخفض نسبة النجاح مع تقدم المرأة في العمر. تزداد فُرص النجاح مع تكرار المحاولات. في حالة عدم النجاح بعد 3-6 دورات، قد يُوصى بالتوجه إلى خيارات أخرى أكثر تقدما مثل الحقن المجهري، ولكن القرار يتم بناءً على التقييم الشخصي للحالة الصحية لكل من الزوجين. فيما يلي نسب النجاح المتوقَّعة للتلقيح داخل الرحم بحسب العمر:

  • النساء تحت سن 35 عامًا: تتراوح النسبة بين 10-20% لكل دورة.
  • النساء بين 35 و40 عامًا: تنخفض النسبة إلى حوالي 10-12% لكل دورة.
  • النساء فوق 40 عامًا: تقل النسبة إلى أقل من 10% لكل دورة.

أسباب اللجوء إلى التلقيح داخل الرحم

التلقيح الإصطناعي داخل الرحم قد يكون الخيار الأفضل للأزواج الذين يعانون من عقم بسبب عوامل بسيطة، من أبرز الحالات التي يتم اللجوء فيها إلى إجراء عملية التلقيح داخل الرحم هي:

  • مشكلات بسيطة في السائل المنوي، بحيث تكون هناك فرصة لتحسين جودة الحيوانات المنوية عن طريق إزالة الشوائب والخلايا غير النشطة، وزيادة تركيز وعدد الحيوانات المنوية ذات الحركة التقدمية القادرة على الإخصاب. بعد التحضير، يُفَضَّلُ أن تحتوي العينة المؤهلة على أكثر من 1 مليون حيوان منوي بحركة تقدمية. إذا كانت جودة السائل المنوي منخفضة جدًّا، قد يُوصى باللجوء إلى الحقن المجهري.
  • مشاكل في عنق الرحم مثل صعوبة دخول الحيوانات المنوية إلى الرحم بسبب سماكة مخاط عنق الرحم أو وجود تشوهات خلقية.
  • مشاكل مخاط عنق الرحم مثل قلة الإفرازات المخاطية الطبيعية التي تسهّل حركة الحيوانات المنوية، أو سماكة المخاط مِمَّا يُعيق وصول الحيوانات المنوية إلى الرحم.
  • مشاكل التبويض لدى الزوجة وتشمل عدم الإباضة أو قلة عدد البُوَيضات.
  • الحساسية من السائل المنوي: في حالات نادرة، تُعاني بعض النساء من حساسية تجاه البروتينات الموجودة في السائل المنوي، مِمَّا يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الإحمرار، الحكة أو الألم بعد العلاقة الجنسية. إجراء التلقيح الصناعي داخل الرحم يُمكن أن يُتيح الفرصة لحدوث الحمل دون الشعور بهذه الأعراض، وذلك عن طريق غسل السائل المنوي لإزالة البروتينات المسببة للحساسية قبل حقنه مباشرة داخل الرحم.
  • حالات بطانة الرحم المهاجرة خفيفة الشدة (الدرجة الأولى أو الثانية).
يعتمد التلقيح الإصطناعي داخل الرحم على تلقيح البويضة بوضع الحيوانات المنوية مباشرة في رحم المرأة

خطوات التلقيح داخل الرحم

الدورة العلاجية للتلقيح داخل الرحم  عادةً ما تستغرق من 2 إلى 3 أسابيع، إعتمادًا على ما إذا كانت الدورة طبيعية (بدون أدوية) أو مدعومة بأدوية تحفيز التبويض (دورة مُحفَّزة).

الخطوات الرئيسية للتلقيح داخل الرحم:

  • تنشيط خفيف للمبيض لتحفيزه على إطلاق بويضة أو أكثر (في الحالات المُحفَّزة).
  • تُجرى فحوصات الموجات فوق الصوتية وإختبارات الدم (بين الأيام 8–12) لتقييم حجم البويضات وسمك بطانة الرحم.
  • عند وصول الحويصلة التي تحتوي على البويضة للحجم المناسب (حوالي 18–22 ملم)، تُعطى حقنة هرمونية (مثل hCG) لتحفيز الإباضة النهائية.
  • يُطلب من الزوج تقديم عينة سائل منوي صباح يوم التلقيح، وتُترك لمدة 30-60 دقيقة لتسييلها. تُفصل الحيوانات المنوية عن السائل المنوي لإزالة المواد التي قد تُهيّج الرحم. تُختار الحيوانات المنوية الأكثر حركة وصحة بإستخدام تقنيات الطرد المركزي أو الترشيح.
  • بعد 24–36 ساعة من الحقنة الهرمونية، تُستخدم قسطرة رفيعة لوضع الحيوانات المنوية مباشرة في الرحم عبر عنق الرحم (عملية تستغرق 5–10 دقائق).
  • بعد التلقيح، يُنصح بالإنتظار 14 يومًا لإجراء إختبار الحمل.

التلقيح الإصطناعي خارج الرحم

في بداية كل علاج يجب توضيح بعض الأمور للزوجين مثل تحديد أوقات الجماع إضافة إلى تصحيح أية ظواهر مرضية أخرى مثل سوء التغذية، السمنة المفرطة، التدخين وما إلى ذلك. في حال تعذر حصول الحمل بطرق طبيعية، يمكن أن توفر الأدوية، الجراحة أو التلقيح الإصطناعي داخل الرحم فرصا جيدة للحمل.

بناءً على نتائج الفحوصات والتحاليل التي أُجريَت للزوجين من أجل تحديد سبب العقم والخيارات المتاحة للعلاج، يُمكن أن يلجأ الطبيب المعالج مباشرة إلى التلقيح الإصطناعي خارج الرحم (عمليات طفل الأنبوب والحقن المجهري).

التلقيح الإصطناعي خارج الرحم أو ما يُعرف بالإخصاب في المختبر هو العملية التي يتم فيها إخصاب البويضات، مخبريًّا، من قبل الحيوانات المنوية التي تم أخذها من الزوج. تُؤخذ بويضة ناضجة من مبيض المرأة ويتم إخصابها بمني زوجها في المختبر ثم تُنقل البُويضة أو البويضات المخصبة إلى داخل الرحم لمواصلة نموها العادي.

 أنواع التلقيح الإصطناعي خارج الرحم

في علاج العقم، توجد طريقتين أساسيتين لتطبيق الإخصاب في المختبر: طفل الأنبوب والحقن المجهري.

طفل الأنبوب

عملية طفل الأنبوب هي إحدى وسائل التلقيح الإصطناعي خارج الرحم، تحتاج تقنية طفل الأنبوب إلى فريق من المختصين، يضم: طبيب أمراض نسائية وتوليد، طبيب بيولوجي وفنيي مختبرات طبية..

في عملية طفل الأنبوب يتم خلط الحيوانات المنوية الأكثر نشاطاً مع البويضات في حاضنات خاصة، يتم الإنتظار حتى يتمكن أحد الحيوانات المنوية من إختراق جدار البويضة وتلقيحها طبيعيا بدون تدخل طبي مباشر. عندما تبدأ البويضة المخصبة بالإنقسام، تُصبح جنيناً. يسمح الأمبريوسكوب بإنتقاء الجنين المناسب قبل زراعته في رحم الزوجة موفرًا بذلك أفضل الفرص لنجاح الحمل (إقرأ أيضًا: طفل الأنبوب – موقع واب الدكتور إسكندر بن علية).

الحقن المجهري

عملية الحقن المجهري هي إحدى وسائل التلقيح الإصطناعي خارج الرحم، تحتاج تقنية الحقن المجهري إلى فريق من المختصين، يضم: طبيب أمراض نسائية وتوليد، طبيب بيولوجي وفنيي مختبرات طبية..

الحقن المجهري هو في الحقيقة نتاج التقدم والتطور لفكرة طفل الأنبوب ولا فرق بينهما بإستثناء الجزئية الخاصة بتلقيح البويضة، في تقنية طفل الأنبوب لا يتدخل الطبيب نهائيا في عملية التلقيح بينما في الحقن المجهري يتم إختيار حيوان منوي واحد ليتم حقنه مباشرة في البويضة.

يُعتبر الحقن المجهري الحل الأمثل خصوصاً للرجال الذين يشكون من قلة الحيوانات المنوية أو ضعف حركتها أو تشوهها أو في حالات إنعدام الحيوانات المنوية في السائل المنوي (إقرأ أيضًا: الحقن المجهري – موقع واب الدكتور إسكندر بن علية).

أسباب اللجوء إلى التلقيح الإصطناعي خارج الرحم

من الأسباب والعوامل التي تؤدى إلى اللجوء للتلقيح الإصطناعي خارج الرحم:

  • قلة الحيوانات المنوية أو ضعف حركتها أو تشوهها.
  • عدم وجود حيوانات منوية في السائل المنوي، بشرط إمكانية إستخراج الحيوانات المنوية من الخصية أو البربخ.
  • إصابة الزوجة بمرض بطانة الرحم المهاجرة.
  • إصابة الزوجة بمتلازمة تكيس المبايض.
  • وجود إنسداد أو خلل في قناتي فالوب.
  • ضعف التبويض أو إنعدامه بسبب التقدم في العمر أو مشكلات أخرى.
  • حالات وراثية محددة: يُمكن إجراء إختبار وراثي للأجنة قبل الزرع لتفادي إنتقال أمراض وراثية معينة.
  • وجود أجسام مضادة تُعيق التخصيب الطبيعي.
  • إستخدام بويضات أو حيوانات منوية مجمدة.
  • فشل العلاجات السابقة الأقل تدخلاًّ مثل التلقيح داخل الرحم.
  • العُقم غير المفسر:​​ عندما لا يُوجَد أي تفسير للعقم، يُمكن اللجوء إلى الإخصاب في المختبر.

مراحل التلقيح الإصطناعي خارج الرحم

تأتي عملية التلقيح الإصطناعي خارج الرحم بعد عمل العديد من الخطوات التي تمهد لنجاحها وهي:

    • تُعطى الزوجة أدوية هرمونية (مثل FSH وLH) لتحفيز نمو عدة بويضات بدلًا من واحدة طبيعيًّا.
    • تُراقَبُ إستجابة المبيض عبر الموجات فوق الصوتية وفحوصات الدم لقياس مستويات الهرمونات وحجم البصيلات.
    • عند نضج البصيلات، تُحقن هرمونات (مثل hCG) لإنضاج البويضات النهائي وتحديد موعد سحبها بعد 36 ساعة.
    •  تُجرى عملية جراحية بسيطة تحت التخدير، حيث يُدخل الطبيب إبرة رفيعة عبر المهبل لسحب البويضات من المبيضين.
    • يُقدِّم الزوج عينة من السائل المنوي، تُنقى في المختبر لفصل الحيوانات المنوية النشطة.
    •  تُوضع البويضات مع الحيوانات المنوية في طبق مخبري، أو تُستخدم تقنية الحقن المجهري لحقن حيوان منوي واحد مباشرة في البويضة.
    • مراقبة وتقييم الأجنة بالطريقة التقليدية أو بواسطة الأمبريوسكوب (حسب خطة العلاج المتفق عليه مُسبّقًا).
    • التشخيص الوراثي للأجنة قبل الزرع (لا يُسمح بإستخدام تقنية PGD إلاّ لمساعدة الأزواج الذين يعانون من إضطرابات وراثية خطيرة).
    • إعداد بطانة الرحم لرفع قدرتها على إستقبال الجنين.
    • نقل جنين أو أكثر إلى رحم الزوجة.
    • الإحتفاظ بباقي البويضات المخصبة من خلال تجميدها (قصد إستخدامها في وقت لاحق إذا إقتضى ذلك الأمر).
    • أخذ الأدوية التي تساعد على تثبيت الأجنة داخل الرحم.

    ضوابط إستخدام التلقيح الإصطناعي

    يهدف التلقيح الإصطناعي إلى تدارك العجز أو ضعف الخصوبة ذي الطبيعة المرضية التي تم تشخيصها طبيا، يُمكن أن يهدف أيضًا إلى تجنب إنتقال مرض وراثي إلى الطفل الذي سَيُولد. تلتزم المؤسسة الصحية في إستخدام تقنيات المساعدة على الإنجاب بالواجبات الآتية:

        • لا يُمكن اللجوء إلى التلقيح الإصطناعي إلاّ لفائدة شخصين متزوجين، على قيد الحياة، بواسطة أمشاج متأتية منهما فقط وبناءً على طلب مكتوب منهما وموقع عليه بصفة قانونية ومرفق بنسخة من عقد الزواج.
        • يُحظر تخصيب أي بويضة للزوجة بنطفة الزوج بعد الطلاق أو الوفاة ويجب على الطبيب المعالج إيقاف عمليات الإخصاب والتلقيح.
        • يَحقُّ للزوجين طلب إتلاف الأمشاج أو البويضات الملقحة (الأجنة) المجمدة.
        • في حال الطلاق أو وفاة أحد الزوجين المعنيين يتمّ وجوبا إتلاف الأمشاج والأجنة المجمدة.
        • يُمنع إختيار جنس الجنين بواسطة تقنية التشخيص الوراثي للأجنة قبل الزرع (PGD) إلاّ لأسباب تتعلق بالأمراض الوراثية المرتبطة بنوع الجنين.
        • يُمكن إستثنائيا للشخص الغير المتزوج والذي يخضع لعلاج أو يستعد للخضوع إلى عمل طبي من شأنه أن يؤثر على قدرته الإنجابية، اللجوء إلى تجميد أمشاجه قصد إستعمالها لاحقا في إطار رابطة زواج شرعي.
        • لا يُمكن بأي صورة من الصور، في إطار التلقيح الإصطناعي، إستعمال رحم إمرأة أخرى لحمل الجنين (والذي يُعرف بتأجير الأرحام أو الحمل البديل).

        للمزيد من المعلومات حول عمليات التلقيح الإصطناعي، يُمكن التواصل مباشرة مع الدكتور إسكندر بن علية عبر فايبر، واتساب أو إيمو.

        إقرأ أيضا: تجميد البويضات – موقع واب الدكتور إسكندر بن علية، طبيب مُختص في أمراض النساء والتوليد والمُساعدة على الإنجاب.