الحقن المجهري – حقن الحيوان المنوي في البويضة الناضجة تحت المجهر
في كثيرٍ من حالات التَخصِيب يُمكن أن يُوَفِّرَ التلقيح الإصطناعي داخل الرحم أو الجراحة فُرصًا جيدة للحمل، لَكِن عندما تبوءُ جميع الوسائل بالفشل تُصبح عمليات طفل الأنبوب و الحقن المجهري علاجات رئيسيَّة لأنواع مُعَيَّنَة من مشاكل العقم.
إتصل بالدكتور إسكندر بن علية عبر الهاتف، واتساب أو فايبر
في عام 1978، وُلِدَت لويس براون، أَوَّل طفلة أنابيب بالعالم، أحدثت ولادتها ثورة في مجال طب الإنجاب. في العام 1992، سُجّلت في بلجيكا أولى حالات الحمل التي حدثت من خلال الحقن المجهري. في كلتا العمليتين، يقوم الطبيب بتحديد منشطات التبويض المناسبة للزوجة بهدف الحصول على عدد مقبول من البويضات الناضجة.
الفرق بين طفل الأنبوب والحقن المجهري
تعتمد عملية طفل الأنابيب على توفير ظروف مُحاكِية للظروف الطبيعية داخل جسم المرأة. في طبق بتري، يتم خلط البُوَيضات مع الحيوانات المنوية لمُحاولة تكوين أجنة بشكل تلقائي وشبه طبيعي. مع التقدم العلمي ظهرت عملية الحقن المجهري بنفس خطوات طفل الأنبوب لكنها أكثر دِقَّة وفعالِيَّة حيث وفق آليات طبية مُحَدَّدَة، يُجرَى حقن كل بويضة بحيوان منوي واحد تحت المجهر. في العديد من حالات العقم، يُعتَبَرُ الحقن المجهري الطريقة المثالية للعلاج لِأنَّهُ يزيد من مُعَدَّلات ونسب نجاح حدوث الحمل حتى مع إستخدام عدد قليل جداً من الحيوانات المنوية.
أيهما الأنسب لعلاج العقم، طفل الأنبوب أم الحقن المجهري؟
لا يُمكن القول أنَّ أحد الطريقتين أفضل من الأخرى وإنَّما لكلٍ منهما موضع إستخدام محدّد حيث يُعدُّ طفل الأنبوب مناسبًا لمجموعة واسعة من مشكلات الخصوبة بينما في حالات وجود عيوب ومشاكل في الحيوانات المنوية أو في حالات إنعدام الحيوانات المنوية بالسائل المنوي، يكون الحقن المجهري الخيار الأنسب للعلاج.
تستند نسبة نجاح الحقن المجهري بشكل أساسي إلى عُمر الزوجة كما تُؤَثِّرُ عوامل أخرى على نجاح العملية، مثل: عدد البويضات الناضجة التي تشملها الدورة، جودة الحيوانات المنوية، كفاءة الأطباء ومدى تَوَفُّر التقنيات والأجهزة الحديثة في مركز العلاج. بشكل عام، تترواح نسبة نجاح الحمل بين 25 و40% بعد دورة واحدة من الحقن المجهري ويُمكن أن تتجاوز 60% بعد 4 دورات مكتملة.
المُصطلحات المتعلقة بالحقن المجهري
في ما يلي، أهم المصطلحات الطبية التي تتعلق بعمليات الحقن المجهري أو ما يُعرف كذلك بالتلقيح المجهري:
- الأمشاج: الخلايا التناسلية البشرية، الحيوان المنوي عند الرجل والبويضة عند المرأة.
- الأجنة: البويضات المُلَقَّحَة بواسطة الحيوانات المنوية.
- العقم: تأخر حدوث الحمل لأكثر من 12 شهر في ظل علاقة زوجية قائمة.
- الإخصاب: إتحاد الحيوان المنوي مع البويضة بعد إختراق جدارها، مِمَّا يُؤَدِّي إلى البويضة المُخَصَّبَة.
- نقل الأجنة: زراعة بويضة مُخَصَّبَة أو أكثر داخل الرحم بإستخدام مستلزمات طبية وذلك بعد التأكد من وقوع الإنقسام الخلوي بشكل سليم.
- تحفيز المبيض: إعطاء الزوجة مجموعة من الأدوية التنشيطية المُحَفِّزَة للهرمونات لإستحثاث الإباضة المتعددة في المبيض.
- إنضاج البويضات في المختبر: يتم سحب البويضات غير الناضجة من المبيض وإنضاجها في المختبر. بعد ذلك، تُلقَّحُ البويضات الناضجة ثُمَّ تُزرَعُ في الرحم.
- الحمل: حدوث الإخصاب وتعشش الجنين ونموه داخل رحم الأم.
- تقشير جدار الأجنة: ثقب جدار الأجنة بالليزر لمساعدة الجنين على النمو والإلتصاق ببطانة الرحم.
- لاصق الأجنة: تركيبة كيميائية صُمّمت لتساعد الأجنة على الإلتصاق في بطانة الرحم.
- تجميد البويضات: تُستخدم هذه التقنية للحفاظ على القدرة الإنجابية لدى المرأة حتى بعد سن إنقطاع الطمث. تُحفظ البويضات غير المُخَصَّبَة في سائل النيتروجين لسنوات عديدة حتى الحاجة إليها (إقرأ أيضًا: تجميد البويضات – موقع واب الدكتور إسكندر بن علية).
- تجميد الأجنة: حفظ الأجنة من خلال إيقاف جميع النشاطات البيولوجية في الخلايا عن طريق تجميدها في ظروف مثالية لإستخدامها مستقبلاً في عمليات النقل وتحقيق الحمل.
- خزعة الجنين: يُمكن إجراؤها في اليوم الثالث أو الخامس بعد الإخصاب. يتم فيها أخذ عينة من خلايا الجنين دُون المساسِ بنمُوِّه الطبيعي (إقرأ أيضاً: الطُرق العلمية لتحديد وإختيار جنس الجنين – موقع واب الدكتور إسكندر بن علية).
- التشخيص الجيني: بعد الخزعة، يتم إرسال عينات الخلايا الجنينية إلى مختبر الوراثة لإختبارها. يُساعد التشخيص الجيني الأزواج على الحمل بجنين سليم خالٍ من الأمراض الوراثية.
- الأمبريوسكوب: تقنية أروبية حديثة، يُمكن إستخدامها إختياريا كجزء من عمليات طفل الأنبوب والحقن المجهري، يسمح الأمبريوسكوب بإنتقاء أفضل الأجنة قبل نقلها إلى رحم الزوجة.
دواعي اللجوء للحقن تحت المجهر
تتعدَّدُ أسباب اللجوء إلى الحقن المجهري فهناك أسباب تعود للزوجة وأخرى تعود للزوج ومن هذه الأسباب:
- مرض بطانة الرحم المهاجرة.
- وجود إلتصاقات شديدة في الحوض.
- فشل أكثر من 3 محاولات لعملية التلقيح الإصطناعي داخل الرحم (ما يعني عدم جدوى تكرارها في ظل وجود حلول علاجية أخرى كالحقن المجهري).
- قلة الحيوانات المنوية، ضُعفِها أو بُطئِها وعدم قُدرتِها للوصول إلى عمق الرحم وقناة فالوب لإجراء عملية الإخصاب.
- إنعدام الحيوانات المنوية بالسائل المنوي.
- وجود مشاكل في عنق الرحم مِمَّا يُؤَثِّرُ على قدرة الحيوانات المنوية على تَخَطِّي عنق الرحم والصعود إلى الرحم.
- إصابة الزوجة بمرض تكيس المبايض.
- وجود إنسداد أو خلل في قناتي فالوب.
- إنخفاض مخزون المبيض بسبب التقدم في العمر أو فشل المبيض المبكر.
- فحص الأجنة وراثيا لنقل الأجنة السليمة وراثيًّا فقط إلى الرحم.
- حالات العقم غير المُبرَّر.
خطوات الحقن المجهري / التلقيح المجهري
تعتمد تقنية الحقن المجهري (التلقيح المجهري) على إختيار حيوان منوي واحد من عينة السائل المنوي قبل أن يتم حقنه مباشرة في البويضة بواسطة إبرة رفيعة ومُجَوَّفة. تُنقل الأجنة إلى رحم الزوجة بعد التأكد من وقوع الإنقسام الخلوي بشكل سليم.
تَتَطلَّبُ عملية الحقن المجهري إعطاء الزوجة بعض الأدوية التي تعمل على تحفيز المبيض لإنتاج عِدّة بويضات ناضجة في وقت واحد. غالبًا، يُوَفِّرُ الزوج عينة من السائل المنوي من خلال الإستمناء أمّا إذا كان سائِلُهُ المنوي لا يحتوي على حيوانات منوية، يقوم الطبيب بإستخراج الحيوانات المنوية جراحيا. تُسحب البويضات الناضجة من مبيض الزوجة بواسطة إبرة مُوَجَّهَة بالأمواج فوق صوتية ليتم حقن حيوان منوي واحد مباشرة داخل كل بويضة صحية وناضجة.
تُفرَزُ الأجنة السليمة داخل مركز الحقن المجهري ويتم إنتقاء أفضلها قبل أن يُنقل عدد محدد منها إلى داخل الرحم، يقوم الطبيب بتجميد الأجنة السليمة الفائضة قصد إستخدامها في وقت لاحق (إذا إقتضى الأمر ذلك).
بشكل عام، تُجرى عملية نقل الأجنة من 3 إلى 5 أيام بعد عملية الإخصاب، تصل البويضة المُلَقَّحَة في اليوم الثالث إلى مرحلة 8 خلايا بينما تصل في اليوم الخامس إلى مرحلة الكيسة الأريمية (تحوي البويضة المُلَقَّحَة في هذه المرحلة مئات الخلايا).
الإختيار المتقدم للحيوانات المنوية إستعدادًا للحقن المجهري
يُؤَثِّرُ التلوث البيئي ونمط الحياة الخاطئ عند بعض الرجال سلباً على القدرة العامَّة الانجابية للسائل المنوي والحيوان المنوي، كما أنّ العلاجات الاٍشعاعية أو الكيميائية والعديد من الأمراض قد تُعرّض اٍنتاج المني للضرر مِمَّا يُؤدِّي إلى إرتفاع نسبة تَكَسُّر الحمض النووي بالحيوانات المنوية وإنخفاض نسبة الحيوانات المنوية الحيَّة والفعَّالة في السائل المنوي. سابقًا، تُعرف تقنية الحقن المجهري بحقن حيوان منوي واحد داخل البويضة في المختبر ويتم إختيار الحيوان المنوي بناءًا على الشكل والحركة فقط. في الوقت الحاضر وبفضل التطور العلمي والتكنولوجي المستمر في مجال طب الإنجاب، ظهرت تقنيات الإختيار المتقدم للحيوانات المنوية والتي يتم بموجبها إختيار الحيوان المنوي السليم، الناضج والأكثر قدرة على الإخصاب، مِمَّا يُساعد وبشكل ملحوظ في تحسين مُعدَّلات نجاح الحمل وتخفيض إحتمالات حدوث الإجهاضات المبكّرة.
الفصل المغناطيسي للخلايا النشطة
عندما تَتَعرَّضُ المادة الوراثية في الخلية للتلف فإنَّ الأخيرة تُصبح مهيّأةً لعملية التدمير الذاتي أو ما يُعرف بموت الخلايا المبرمج. بناءًا على ذلك، تعتمد تقنية الفصل المغناطيسي للخلايا النشطة (MACS) على إستخدام المجالات المغناطيسية المجهرية لجذب الحيوانات المنوية المَيِّتَة أو المُشَوَّهَة والتي من غير المُرجَّح أن تبقى على قيد الحياة إلى مرحلة إخصاب البويضة.
يتم وضع خليط من الكريات المغناطيسية المجهرية والحيوانات المنوية في عمود الفصل المغناطيسي، ترتبط الحيوانات المنوية الميتة والضعيفة بالكريات المغناطيسية بينما تَمُرُّ الحيوانات المنوية السليمة من العمود فيتم عَزلُهَا وإستخدامها لتلقيح البويضات.
يُمكن إستخدام هذه التقنية إختياريًا كجزء من جميع وسائل المساعدة الطبية على الإنجاب (عمليات التلقيح الإصطناعي داخل الرحم، طفل الأنبوب والحقن المجهري). لا يستغرق فصل الحيوانات المنوية بتقنية الفصل المغناطيسي للخلايا النشطة سوى بضعة دقائق، أثبتت عدة دراسات أنّ هذه التقنية يُمكن أن تُساعد في تحسين فرص الحمل بنسبة تصل إلى 10 بالمئة.
الحقن المجهري الفسيولوجي
في الإخصاب الطبيعي، لاحظ خبراء الخصوبة أنّ الحيوانات المنوية الصحية وذات الحمض النووي السليم تنجذب دون غيرها إلى البويضة بعامل جذب حمض الهيالورونيك الموجود على جدارها. بناءًا على ذلك، تختبر تقنية الحقن المجهري الفسيولوجي (PICSI) مقدرة الحيوان المنوي على الإلتصاق بحمض الهيالورونيك.
يتم وضع حمض الهيالورونيك في طبق خاص مع الحيوانات المنوية، تلتصق الحيوانات المنوية الناضجة والقادرة على الإخصاب بحمض الهيالورونيك في حين تبقى الحيوانات المنوية غير الناضجة تسبح دون أي إرتباط، يتم عزل الحيوانات المنوية الجيدة لإستخدامها في تلقيح البويضات.
الحقن المجهري بواسطة الحيوانات المنوية المختارة مورفولوجيا
في العام 2001 ظهرت تقنية الحقن المجهري بواسطة الحيوانات المنوية المختارة مورفولوجيا (IMSI) وهي في الحقيقة نتاج التقدم والتطور لفكرة الحقن المجهري التقليدية (ICSI)،يَعتمدُ الحقن المجهري للحيوانات المنوية المنتقاة مورفولوجيًا داخل سيتوبلازم البويضة على إستخدام مجهر طبي يسمحُ بتكبير الحيوان المنوي بمقدار 6000 مرة فأكثر (قوة التكبير بين 6000 و 12500 مرة). بفضل الحقن المجهري بواسطة الحيوانات المنوية المختارة مورفولوجيا يُمكن للأطباء رُؤية التَشَكُّل المورفولوجي لرأس الحيوان المنوي مِمَّا يُساعِدُهُم في إختيار الحيوان المنوي ليس إعتمادا على الشكل أو الحركة فقط وإنَّمَا على سلامته وقدرته الوظيفية أيضًا.
ملايين الأطفال في العالم مثل لويس براون وُلِدُوا بواسطة تقنيات المساعدة الطبية على الإنجاب ويعيشون حياة طبيعية. بفضل التطور العلمي والتكنولوجي الهائل، صار من المُمْكِن الإعتماد على الحقن المجهري لعلاج العديد من حالات العقم وضُعف الخصوبة.
للمزيد من المعلومات حول الحقن المجهري، يُمكن التواصل مباشرة مع الدكتور إسكندر بن علية عبر الجوال، واتساب أو فايبر.
إقرأ أيضاً: التلقيح الإصطناعي داخل الرحم – موقع واب الدكتور إسكندر بن علية.